rachid تاج قلعة القرآن الكريم
عدد المساهمات : 120 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 29 الموقع : https://zemmoura.yoo7.com
| موضوع: التعريف بالعلاّمة الشيخ أبي حفص الزمّوري الأحد يوليو 04, 2010 4:49 am | |
| التعريف بالعلاّمة الشيخ أبي حفص الزمّوري
مقدمة: ذكر الشيخ عمر أبو حفص رضي الله عنه في إحدى مذكراته أن العارف بالله من فرط اشتغاله بذكر الله سبحانه وتعالى وفنائه فيه تصبح كل لحظة من لحظات حياته بمثابة ليلة قدر التي هي خير من ألف شهر هذه الحقيقة تجلّت للشيخ فكان الزاهد العابد العامل العالم الفاضل عليه رحمة الله · نسب المؤلف : هو عمر بن أبي حفص بن محمد بن ابن جدو بن محمد الحسيني القسنطيني الجزائري الأفريقي المولود في 1471 هجري · تمام نسبه الذهبي: هو من ذريّة الولي الصالح عمر العجيسي رضي الله عنه، الذي قال عنه الشيخ الرحالة الحسين الورتيلاني :....ومنهم الولي الصالح البركة سيدي عمر العجيسي ، فإن الناس يعظمونه غاية التعظيم، وهو جد سيدي أحمد المجذوب ، وقد رأيت أيضا أن عجيسة شرفاء -وقال في موضع آخر عن سيدي احمد المجذوب في سياق حديثه عن تونس وذكر من تعرّف بها: ....وكذا معرفة الفاضل الكامل العدل المقبل على الله بجميع شراشيره ، المتبتل إليه بكليته المنيب إلى الله بجميع شؤونه...فلا تراه إلا مقبلا على الله مطمئنا بذكره...القوي بأنسه، لا يبخل بطعام، وهو كريم لجميع الأنام، صدوق في المحبة...وهو مشهور في قريته وولايته ...سيدي محمد بن الحاج نجل البركة القدوة والرحمة للأمة سيدي أحمد المجذوب نجل الشيخ البركة سيدي عمر العجيسي ثم الزموري من مدشر بوعزيز .... وفي قرية بوعزيز كان الشيخ عمر أبو حفص الزموري مقيما وله بها مقبرة خاصة تضم أجداده الكرام ، كما بها مسجد يسمى بمسجد سيدي أحمد المجذوب ، وله أيضا مقبرة ومقام ، هذه القرية بوعزيز ببلدية برج زمورة هي قرية الجد الأعلى سيدي عمر العجيسي ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الخالق بن علي بن عبد القادر بن عامر بن دحو بن الصالح بن سعيد بن مروان بن يعقوب بن عبد الواحد بن زيان بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله بن محمد ابن الحسين بن فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم . · نشأة الشيخ عمر ابو حفص الزموري: توفي أبوه أبو حفص فتركه يتيما في نحو السابع من السنين، فكفله أخوه الفاضل الحامل للقرآن الكريم محمد وأيضا السيد علي وهو ابن عم الأب وكان معلما للقرآن الكريم،فتناوبا في الكفالة والتعليم إلا أن غالب الكفالة للأخ، وغالب التعليم لابن العم - يقول الشيخ عن نفسه في هذا العمر: ثم تعلق قلبي بالبحث عن العلم فكنت أسمع من العامة تعظيم شيخنا الكبير السيد احمد بن السيد الحسين بن قدور ...من عائلة مشهورة بوراثة العلم ، يحفظ مجموع المتون حفظا صحيحا وكتب عليه تقريرات كشرح ....وكان دائما يطالع كتاب سيبويه ...وبالجملة فهو في النحو والتصريف لا يجارى بل في جميع العلوم...فلما قام عندي فضله كنت أعظمه كلما لقيته وكان يقول لي : المعادن لا تخيب ن ثم تعلمت عليه ما كان سببا في سعادتي...وأجازني بخطه، وتعاطيت التعليم بحياته ودعا لين وقال لي: إن البعض قالوا لي كيف يعلم فلان بحضرتك؟! فقلت لهم: لو كان لي الوقت لذهبت لتعلم عليه ... دعا الحال الشيخ الجليل أبا حفص الزموري إلى الترحال لملاقاة الرجال ، فلقي رجالا انتفع برضاهم ومذاكرتهم في العلوم، وكان عام وفاة شيخه الجليل احمد بن قدور في عنابة ، فلما سمع بوفاته رق حاله وتغير ن وكتب قصيدة رثاء نشرت في جريدة النجاح ، وهي: دع العذول ومُرْ عينيك أن تسكبا ** دمعا على منبع العلوم واعيها لهفي وحزني واكتئابي عن احمدا ** أشهى إليّ من الدنيا وما فيها إنّي إذا رُمتث صبرا عنه ذكّرني ** تحقيقه في الدّروس حين يُلقيها الله أعلم يا احمد أنّ الجــــــــوى ** تخلّل القلبَ والأحشى وحاويها فليس يهنأ بعد اليوم عيشٌ ولا ** الحياةُ تحلو إليّ مثل ماضيها سلِ المساكين عن احمد تنبئْك أنْ ** ضاعت حوائجها بفقد قاضيها فلا هناءٌ ولا عِزٌّ ولا شرفٌ ** بعد وفاة رئيسها وهاديها زمورة الغرّاء بكاكِ عن احمدَ ** فرضٌ فهاتِ دموعا كنتِ تُخفيها تذكّرْ احمد في السّوق ومشْهده ** إذِ الوفودُ تجي إليه يهديها تراه في هيبة كالليث بينهم ** والبدر في كشْفه السّبْل لماشيها إذا راته جماعةٌ وقد سعرتْ ** نار النضال ولا احد يُطفيها نُطْقُ قائِلِهم هاهو جائِكم ** أحمدُ يحكم بينكم ويَفريها الله يرحمك في اللحد يا احمد ** قد تُرفِق بالبؤسى وتحميها لقد كان الشيخ عمر أبو حفص الزموري منذ نعومة اظافره نموذجا للاستقامة ومثالا حيّا لحبّ العلم رغم اليُتم المبكّر وشظف العيش ، فبمجرد أن حفظ القرآن وهوابن اثنتي عشرة سنة وجد له احد أفاربه منصبا يتولى فيه التعليم وتحفيظ القرآن للأطفال ، ولقد كان منهم من في سنّه ، لكنه رفض العرض وبعد إلحاح من أقربائه وقد تذرعوا له بأسباب منها قساوة الفقر ، أجابهم الفتى الشيخ بإجابة مفعمة قائلا: كيف أسمح لنفسي بممارسة التدريس وتحفيظ كتاب الله العزيز وأنا لم أحسن الوضوء بعد؟! هذا هو التواضع والتبجيل للقرآن الكريم، لقد أدرك ثقل الأمانة وهو صغير، إن أمثاله من الصبية يلعبون في الشوارع يتنعمون بطفولتهم وهو يُطالب بأن يكون شيخا ، والشيخ لا يجب أن يلعب أو يمزح، أو يركض، أو حتى أن يشتكي. إن الشيخ في قرية زمورة قدوة في المسجد ، وفي الشارع، وفي السوق، كما يجب أن يكون مهيبا محترما ، وهي والله خصال عجز عنها حتى الكبار فما بالك بفتى صغير في الثانية من عمره. على أن شيخنا الفاضل قد بدا في أداء الصلاة وهو ابن سبع سنين، وقد ذكر – أقصد الشيخ عمر أبو حفص رضي الله عنه- أنه توجه رغم صغر سنّه إلى الشيخ العلوي قدس الله سره حين زار زمورة ، فطلب منه العهد ، فكان أن ابتسم له ابتسامة الرضى والرضوان ، وأجابه بأن ميثاقك اداء الصلاة والمحافظة عليها. | |
|